يمكن اجراء البحث
صعوبات التعلم

الأسباب والنظريات المفسرة لصعوبات التعلم

هناك العديد من النظريات المفسىىرة لصعوبات  التعلم

التي يعاني منها بعض الطلاب في التعليم ومنها :

أولاً: النظرية النيرولوجية :

وقد فسرت الصعوبة على أساس أنها ناتجة عن إصابة المخ ، أو أن الجهاز العصبي المركزي للفرد يعاني من التأخر في النمو مما يجعل هذا الجهاز لا يتطور بنفس السرعة التي تتطور بها نفس الأجهزة لدى الآخرين . أو بنفس المعدل في النمو لدي أقرانه العاديين ،

وتنطلق هذه النظرية من تفسير صعوبات التعلم في ضوء إصابة المخ ، أي خلل وظيفي في المخ . مستنده في ذلك على المدخل النمائي الذي يفترض أن نمطاً واضحاً ومحدداً للنمو العادي أو الطبيعي وأن تتبع تعثرات أو إنحرافات منحنى أوخط نمط النمو يمكن أن يكون سبباً يقف خلف مشكلات التعلم ،

ومن المنطقي أن منحنى أو خط النمو المفترض يتناول خاصية واحدة كالطول أو قوة قبظة اليد أو الوزن أو إكتساب المهارات اللغوية أوعدد المفاهيم المستخدمة أو المشي أو الكلام أو مسك الأشياء أو التآزر الحركي . وعلى هذا فإن الإنحراف الدال لتتابع منحني النمو عن النمو العادي أو الطبيعي في أي جانب من الجوانب المطلوبة لعملية التعلم يمكن أن يفسر بعض أنماط صعوبات التعلم أو المشكلات المترنبة على ذلك  .

ثانياً: النظرية النفس عصبية (النيروسيكولوجية)

إن التمييز بين الخصائص الكمية والكيفية والأبنية أو التراكيب الخاصة بالنمو السوي وبين تلك الخاصية بالنمو غير السوي يمكن أن يتم بإستخدام بطاريات الإختبارات النفس عصبية أو النيروسيكولوجية .

ويري أصحاب هذه النظرية أنه يمكن عمل استبصارات جيدة حول خصوصية العلاقة بين المخ والسلوك أو عمل ارتباط بين أنماط معينه من الصعوبات أو المشكلات على الوظائف المخية والمرتبطة .

كما يرون أن حدوث أي خلل أو ضمور أو قصور أو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي لدى الطالب ينعكس تماماً على سلوكه حيث يؤدي الى قصورأو خلل أو اضطراب في الوظائف المعرفية والإدراكية واللغة والجوانب الأكاديمية والمهارات السلوكية للطالب.

وقد سبقت هذه النظرية (النظرية النمائية) ونظرية (العمليات النفسية الأساسية) في تفسير صعوبات التعلم واللتان تقتربان من النظرية النفس – عصبية من حيث إعتبار النمو السوي الأساسي أو الإطار المعياري الذي ينسب اليه مختلف أنماط النمو بالنسبة للطلاب ذوي صعوبات التعلم أو الذين يعانون من أية أنماط أخري من الإضطرابات .

ثالثاً : نظرية الإدراك – الحركي :

ونظر أصحاب هذه النظرية لصعوبات التعلم على أنها منبثقة من الضعف المبكر في المهارات الإدراكية الحركية ، وقد انطلقت هذه النظرية من استنتاجات ستراوس (1937) من خلال دراسة على عينتين من الطلاب المتخلفين عقلياً ذاتا نوعين من التخلف العقلي:

الأول : يعود لعوامل داخلية ناتجه عن خصائص وراثية .
الثاني : يعود لعوامل خارجية ناتجه عن إصابات مخية تلحق بالدماغ قبل أو أثناء أو بعد الولادة وقد أطلق ستراوس على هذا النوع حالات الإصابة المخية وقد عملت إسهامات هذا العالم بالتعاون مع لوريا (1947) كقوة دافعة لبروز ميدان صعوبات التعلم ليس لأنه استخدم هذا المصطلح ولكن بسبب تأكيده على المشكلات التعليمية لدى الطلاب الذين يعانون من إصابات مخية وعمل (كروكشانك) مع (ستراوس) وإستمر بالعمل والتوسع بما قام به (ستراوس) حين عمل مع الطلاب الذين يعانون من شلل دماغي وغيرهم من الطلاب الذين يعانون من إصابات مخية .

أما (كيفارت) فقد إعتقد بأن القدرات الحسية – الحركية تعتبر أساساً للقدرات الحسية والإدراكية فقد إعتقد بأن القدرات الحسية الحركية أساسية للقدرات البصرية والإدراكية وكذلك فإن تطور الإدراك الحركي يعتبر أساساً لعملية التعلم جميعاً ولقد طور (كيفارت) مقياس بورد للإدراك بالإضافة الى أنشطة علاجية لتقييم ومعالجة صعوبات الإدراك – الحركي .

أما (فروستج) و(هورن) (1964) فقد طور برنامجاً علاجياً صمم خصيصاً لتحسين القدرات البصرية والإدراكية والتي أعتقد أنها أساسية للنجاح الأكاديمي ويساعد برنامجهم التدريبي أيضاً في تطوير تناسق العضلات الدقيقة والكبيرة والتناسق البصري – الحركي وتخيل الجسم وغيرها من مهارات الإستعداد الضرورية لمهمات البصرية الحركية اللازمة في معرفة الكلمات والقراءة والكتابة والتهجئة والمهمات المدرسية الأخري.

رابعاً: النظرية السلوكية :

أفادت النظريات الإرتباطية أن التعلم يحدث كنتيجة لحدوث إرتباط بين مثيرات وإستجابات وما ينتج عنها من تكوين عادات وأن الإدراك ما هو إلا نسخه طبق الأصل للشيئ المدرك وأن التفكير ما هو إلا تجميع للأشياء التي يدركها الشخص ويفسرون التعلم الذي يحدث في موقف ما على أنه يحتوي على عدد كبير من النثيرات وما يستدعي هذا من كثرة الإرتباطات التي تنشأ بين هذه المثيرات وما يصاحبها من استجابات متعدده .

كما أن النظريات الإرتباطية تميل الى تبسيط الظواهر السلوكية وتحليلها الى وحدات بسيطة وعناصر أولية كما أنها تعتمد على إفتراض الجمع عند محاولة إعادة تشكيل الظاهرة السلوكية والمثال على ذلك عندما يتعلم الطالب حل مسألة حسابية سنجد أن المهارات الحسابية الأساسية التي تعلمها تتم من خلال حدوث إرتباطات بين المثيرات والإستجابات الصحيحة فمثلاً يتعلم الطالب أن (1 +2 = 3) وهذا ينتقل أثره الى إحداث إرتباطات بين المثير(1 + 1) والإستجابة الصحيحة (2) بحيث تظهر هذه الإستجابة كلما ظهر هذا المثير كما يتعلم الطالب أيضاً في هذا المثال أن علامة (+) تعني الإضافة أو الجمع أي يحدث إرتباط بين العلامة (+) ومفهمومها وهو الجمع والإضافة فكلما ظهرت علامة (+) أي (المثير) قام الطالب في الوصول الي هذه الإجابة فالرغبة في الوصول الى إجابات صحيحة للمسألة تعد بمثابة أحد المثيرات التي ترتبط بالإجابة الصحيحة التي وصل اليها الطالب .

وترى هذه النظريات أن هذه الوحدات التي تتكون كل منها من إرتباطات بين مثير وإستجابة هي بمثابة العناصر الأساسية والأولية للسلوك وبعبارة أخرى تري هذه النظريات أن السلوك المتعلم يتكون من مجموعات أو تنظيمات من وحدات صغيرة وكل وحدة تتكون من مثير يرتبط بإستجابة وترتبط هذه الوحدات ببعض لتكون تنظيماً معيناً وهو العادة (Wood1992).
تشمل المدرسة السلوكية الإرتباطية على نظريات متعددة أهمها :
– النظرية الإشراطية الكلاسيكية وتمثلها نظريتي ( نظرية بافلوف ونظرية واطسن)
– النظرية الإشراطية الوسيلية وتمثلها نظريات ( ثورنديك وجاثري وسكنر)

وتتفق هذه النظريات مع تفسيرات داس في نظريته لصعوبات التعلم من خلال عنصر المعالجة المعرفية المتتابعة التي تتضمن مرحلة التعرف قبل الفهم فعلى سبيل المثال عند بداية تعلم الطالب القراءة فإنه يجب البدء بالتعرف على الحروف بشكل متتابع خلال فترة زمنية على مراحل حتي يتعرف عليها شكلاً ونطقاً وكتابة وبعد التأكد من أن الطالب قد أتقن هذه المرحلة يتم الإنتقال الى المرحلة التالية وهي المعالجة المتزامنة التي تتضمن عملية الفهم( أي الإنتقال الى الكلمات والجمل والعبارات ) ((Goodwin1978.

إضافة إلى ذلك فسرت النظريات الإرتباطية عملية الإدراك الذي يعد من المرتكزات الأساسية في مجال صعوبات التعلم النمائية فالصعوبات الإدراكية تدخل ضمن الصعوبات الأولية التي تعد من الوظائف العقلية الأساسية التي إذا أصيبت بإضطراب فإنها تؤثر على التفكير واللغة الشفهية فالإدراك يعني أن العالم الخارجي ينتقل الينا عن طريق أعضاء الحس المختلفة أي أن العناصر الفيزيائية الخارجية تقابلها عناصر حسية وأن كل عنصر فيزيائي في العالم الخارجي يقابله إحساس خاص في العملية الإدراكية بحيث يتناسب مجموع العملية الفيزيائية مع العملية الإدراكية أي يوجد تطابق بين الإحساسات والمثيرات الصادرة من الموضوع الخارجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock