يمكن اجراء البحث
تحليل السلوك التطبيقي ABAتعديل السلوك

تقييم المشاكل السلوكية

مقدمة

بشكل مبسط تقييم السلوك هو تحديد السلوك المرادالتعامل معه و تعريفة وقياس مدي تكراره حتي يسهل التعامل معه تمهيدا لوضع خطة تدخل علاجية ناجحة له، السلوك الذي يتم تحديده للتعامل معه يسمي السلوك المستهدف Target behavior ومن الموصي به العمل علي برنامج واحد او اثنين علي الاكثر في الوقت الواحد و ان نبدأ بالسلوكيات التي تحمل طابع الخطر علي الطفل او المحيطين به مثل العدوانية و ايذاء الذات و ضرب الراس او حتي السلوكيات التي تعيق العملية التعليمية مثل ضعف التواصل البصري و غياب مهارة التقليد .و غيرها الكثير (انظر الامثلة ادناه)

امثلة لسلوكيات يجب تغييرها و التعامل معها لدي الطفل :

  • السلوكيات الخطرة :
  • التسلق مرتفع الخطر
  • ضرب الرأس بشده
  • العض
  • الضرب
  • الركض بعيدا عن الاهل دون الاحساس بالخطر المحيط

السلوكيات التي تتعارض مع العملية التعليمية :

  • ضعف او غياب التواصل البصري
  • عدم حضور الطفل ذهنيا اثناء التدريب
  • عدم قدرة الطفل علي البقاء جالسا لفترة من الوقت
  • السلوكيات التخربية و الغير مناسبة
  • الصراخ
  • نوبات الغضب
  • الاستثارة الذاتية

سلوكيات الموائمة

  • اتباع الاوامر
  • مهارات التفكير المعرفي المتقدم
  • التفرقة و التمييز
  • تعميم المهارات في الحياة العملية

سلوكيات اجتماعية

  • تقليد الاخرين
  • التفاعل مع الاخرين
  • اخذ الدور في الكلام او اللعب
  • اللعب التعاوني

السلوكيات اللغوية

  • استخدام الكلمات الموظف
  • طرح الاسئلة
  • الاجابة عن الاسئلة
  • تعلم الاجابة ب “لا اعرف”
  • المصاداة او تكرار الكلام

 

من اولي البرامج التي يخضع لها جميع اطفال التوحد هي برنامج لزيادة التواصل البصري واطاعة الاوامر

خطوات تقييم السلوك المستهدف هي كالتالي :

الخطوة الاولي : هي تحديد و تعريف السلوك المستهدف من وجهة نظر سلوكية

بعد ان نقوم بتحديد السلوك المراد التعامل معه سواء بزيادته او بالتقليل منه يتم تعريفة و تحليله من وجهة نظر سلوكية و ذلك باتباع الخطوات التالية :

اولا : نعرف السلوك من وجهة نظر سلوكية باحدي الطريقتين اما بالطريقة التجريبيه (empirical approach)و هي ملاحظة السلوك الذي يقوم به الطفل مباشرة علي ارض الواقع او بالطريقة الاستنتاجية (inferential approach)و هي التنبؤ بالدافع الداخلي الذي دفع الطفل لهذا السلوك اي ما كان يجول بداخله في هذا الوقت و لحظة قيامه بالسلوك .

ثانيا : بعد ان نقوم بتعريف السلوك من وجهة نظر سلوكية يتم تصنيف المشكلة السلوكية اما انها سلوك غير مرغوب فيه يحدث يمعدل عالي جدا مثل نوبات الغضب او المصاداةاو انه سلوك مرغوب يحدث بمعدلات قليلة لدي الطفل مثل التواصل البصري و اطاعة الاوامر او قد يكون سلوك جيد غير موجود ابدا لدي الطفل و نريد تعليمه اياه مثل الكلام و النطق

ثالثا : بعد ذلك و في حال كنا نتعامل مع اكثر من مشكلة سلوكية فيجب تحديد الاوليات في اي مشكلة و سلوك نبدا بوضع خطة علاجية و ذلك حسب اهمية السلوك . فالتعامل مع المشكلات الصغيرة مثل غياب التواصل البصري توصلنا الي القدرة علي التعامل مع المشكلات الكبيرة مثل اتباع الاوامر و التقليد

الخطوة الثانية : مراقبة التغيرات التي تطرأ علي السلوك المستهدف

بعد ان نكون قد انتيهنا من خطوة تحديد السلوك المستهدف و تعريفة و تحليله من وجهة نظر سلوكية ، تاتي بعد ذلك خطوة مهمة جدا في مرحلة التقييم و هي خطوة تحديد الخط القاعدي لعدد مرات حدوث السلوك و يسمي baseline و و هو ان نقوم بقياس عدد مرات حدوث السلوك و المدة التي يستغرقها حدوثه حتي تصل الي خط قاعدي نبدا منه في بناء الخطة العلاجية و يكون اساس نعتمد عليه بعد ذلك في تحديد مدي فاعلية خطة التدخل العلاجية مع الطفل وما اذا كان السلوك يتغير ام لا و ان تغير هل يتغير بشكل ايجابي او سلبي .

فتغيير السلوك ياخذ وقت طويل و اذا لم يكن لدينا خط قاعدي يعتبر كنقطة بداية لنا ننطلق منها لتتعامل مع السلوك فاننا سنفقد الكثير من المعلومات عن الطفل و السلوك المستهدف مع مرور الوقت فذاكرة الانسان اختيارية و انتقائية و لا يمكن الاعتماد عليها في تحديد فكرة واضحة عن مدي فعالية الخطة العلاجية فالذاكرة دائما تتذكر الاشياء الغير جيدة اكثر مما تتذكر الاشياء الجيدة و في هذه الحالة نكون قد ظلمنا الطفل الذي يحقق تحسنا من خلال الخطة العلاجية باعتمادنا فقط علي الذاكرة و عدم تسجيل المعلومات الكافية عن السلوك و الطفل في كل مراحل البرنامج

ليناء الخط القاعدي لدينا طريقتين اما بقياس معدل حدوث السلوك (مثلا عدد المرات التي يقوم بها الطفل بنوبة الغضب او عدد المرات التي لم يطع فيها الاوامر الموجه له ) و اما بقياس المدة الزمنية التي يستغرقها حدوث السلوك (كم دقيقة استمرت نوبة غضب الطفل )

سواء قمنا بتحديد الخط القاعدي للسلوك المستهدف من خلال معدل تكراره او المدة التي يستغرقها في الحدوث فان المدة التي نقضيها في بناء الخط القاعدي ليست محددة فهي تعتمد علي استجابة الطفل و مدي ثباته علي القيام بالسلوك في النهاية نريد ان نصل الي معلومات كافية و مفهومة يمكن استخدامها لبناء الخطة العلاجية ، و يمكننا القول باننا وصلنا الي خط قاعدي مناسب اذا بدات البيانات التي نسجلها بالثبات اي عدد مرات حدوث السلوك و مدته اصبحت متقاربة بشكل نسبي

الآن و قد اصبح لدينا خط قاعدي نكون قد انتيها من مرحلة تقييم السلوك و تحديد معالمه و في نفس الوقت نكون قد وضعنا اساس للمرحلة القادمة و هي بناء الخطة التدخل العلاجية ، سيساعدنا الخط القاعدي الذي بنيناه و المعلومات التي سجلناه في مقارنة عدد مرات حدوث السلوك قبل تطبيق خطة العلاج مع عدد مرات حدوثه اثناء تطبيقها و ايضا عدد مرات حدوثه بعد الانتهاء من تطبيق الخطة و البدء بتعميم السلوك و من هنا نري اهمية المعلومات التي جمعناها في مرحلة التقييم و بناء الخط القاعدي و كيف انها ستبقي مرجعا مهما لنا طوال مدة برنامج التدخل العلاجي للسلوك المستهدف و كلما كانت بيانات الخط القاعدي دقيقة كلما كانت النتائج التي نصل اليها هي الافضل

مثال

في حال كان طفلك يقوم بضرب الاخرين و تريدين تطبيق خطة تدخل علاجية للتقليل من هذا السلوك لديه ، اولا يجب ان تحددي عدد المرات التي يقوم بها طفلك بضرب الاخرين و هذا نموذج مبسط يساعدك في جمع هذه البيانات

بيانات الخط القاعدي لسلوك ضرب الاخرين

تاريخ بداية جمع المعلومات :

تاريخ نهاية جمع المعلومات :

اليوم عدد مرات الحدوث

اليوم الاول

5 XXXXX

اليوم الثاني

XXXXXXX 7

اليوم الثالث

XXX 3

اليوم الرابع

5 XXXXX

اليوم الخامس

XXX 3

اليوم السادس

XXXXXXX 7

اليوم السابع

XXXXX 5

عدد مرات تكرار السلوك خلال المدة : 35

معدل حدوث السلوك باليوم : 5

بالرجوع الي البيانات السابقة تبين ان معدل عدد المرات التي يقوم بها الطفل بضرب الاخرين 5 مرات يوميا ، اذا اصبح عدد مرات حدوث السلوك لدي الطفل بعد تطبيق الخطة العلاجية 3 مرات يوميا اي ان السلوك قد قل في الحدوث اذن فان الخطة العلاجية فعالة و تعمل بسشكل جيد اما اذا اصبح الطفل يضرب الاخرين بمعدل 6 او 7 مرات يوميا اذا فالسلوك الغير مرغوب به قد زاد و ان الخطة لا تفي بالغرض المطلوب و يجب مراجعتها و تغييرها لتتناسب مع الهدف الرئيسي و هو التقليل من سلوك ضرب الاخرين لدي الطفل و لكن قبل الحكم علي تغيير الخطة يجب ان ناخذ وقتا كافيا فالاطفال مزاجيين و قد يكونون كل يوم في حال لذا لا نحكم من يوم واحدة او مدة قصيرة

فيما بعد و اثناء البدء بتطبيق الخطة العلاجية سنقوم باستخدام الخط القاعدي للمقارنة بالنتائج التي وصلنا اليها اثناء تطبيق الخطة و مدي اختلافها علي الخط القاعدي لنقيس من خلالها مدي فعالية البرنامج العلاجي

بعد اسبوعين من تطبيق الخطة العلاجية ان راينا ان النتيجة المسجلة اثناء الخطة غير مختلفة عن الخط القاعدي يجب عندها تغيير الخطة تبعا لذلك

الخطوة الثالثة : معرفة سوابق السلوك The Antecedents of Behaviour

في مرحلة القياس يجب ان نقوم بملاحظة و معرفة الظروف التي سبقت حدوث السلوك المستهدف و نقوم بالتساؤل مثلا من تسبب بحدوث السلوك و كيف و اين كان الطفل و لماذا قام بالسلوك و غيرها من الاسئلة التي توصلنا للوصول الي تصور واضح نوعا ما عن ظروف حدوث السلوك

مثلا عندما تقوم الام باعطاء امر للطفل لتنفيذه و الطفل يقوم بنوبات غضب رفضا لاطاعة الاوامر فان الامر الذي قامت الام بتوجبهه لطفل يعتبر هو سوابق السلوك

معرفة سوابق السلوك بشكل جيد يمكننا من بناء خطة علاجية سليمة

الخطوة الرابعة : معرفة لواحق ظ نواتج السلوك The Consequences of Behaviour

وهي ما ينتج عن قيام الطفل بسلوك معين

فمثلا في المثال السابق ، اذا نتج عن نوبه الغضب التي قام بها الطفل ان الام انصاعت له و لغضبه و تراجعت عن اوامرها فان تراجع الام و انصياعها لرغبة الطفل و طريقته هو ما نتج عن هذا السلوك .و سوف نري لاحقا ان ردة فعل الام هذه تجاه سلوك الطفل هي بحد ذاتها معزز للطفل لزيادة معدل قيامه بالسلوك .

نقطة هامة جدا يجب اخذها بعين الاعتبار اثناء مرحلة تقييم السلوك المستهدف و هي هل ما يفعله الطفل ناتج عن خلل ما في طريقة اداء للسلوك performance defict ام انه يعاني فعلا في نقص في هذه المهارة skill deficit، هل الطفل لا يؤدي السلوك بالطريقة الصحيحة لانه تعود انه بالقيام بالسلوك بالطريقة الخاطئة فانه سيحصل علي انتباه اكبر ممن يحيطون به او المزيد من الحب و الاهتمام (التعزيز الايجابي) او لانه لا يمكلك القدرة علي القيام بالسلوك بالطريقة المطلوبة و بالتالي ينقصه مهارة يجب العمل علي بنائها و اكسابه اياها ؟؟

بشكل عام ان قام الطفل باداء السلوك بطريقة صحيحة في اوقات معينة فقط او مع اشخاص معينين دون غيرهم فانه يدل علي ان الطفل يعاني من مشلكة في اداء السلوك و لكنه لا يعاني من نقص في مهارة الاداء اي انه يعرف تماما القيام بالسلوك المستهدف و لكن طريقة ادائه يحكمها عدة عناصر منها المكان و الاشخاص و المعززات التي تلي السلوك فيعطي استجابات معينة تحت شروط معينه ، و هنا و كما سنري لاحقا اهمية تعميم المهارة و التي ستمكن الطفل من تعميم استخدامه للمهارة في كل زمان و مكان و في وجود المعزز او غيابه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock