يمكن اجراء البحث
اضطرابات النطقالتخاطب

اضطرابات النطق

مقدمة:

إضطراب النطق تعتبر مشكلة أو صعوبة في إصدار الأصوات اللازمة للكلام بالطريقة الصحيحة, وهو صعوبات في مظاهر الإنتاج الحركي للكلام أو عدم القدرة على إنتاج أصوات كلامية محددة. ويمكن أن تحدث عيوب النطق في الأصوات المتحركة أو في الأصوات الساكنة أو في تجمعات من الأصوات الساكنة والمتحركة معاً ، يمكن أن يشمل الإضطراب بعض الأصوات أو جميع الأصوات , في أي موضع من الكلمة ، وتعتبر عيوب النطق حتى الآن أكثر أشكال إضطرابات الكلام شيوعاً .

وهنا يجدر بنا تعريف اضطراب النطق والكلام speech disorders وهو عبارة عن خلل في الصوت أو لفظ الأصوات الكلامية , أو في الطلاقة ويلاحظ هذا من خلال إرسال المتكلم للرموز اللفظية.

وتستخدم مصطلحات عديدة للإشارة إلى عملية اختلاف النطق والكلام عن النمط العادي منها , اضطراب Disorder  , وغير عادي Abnormal  , وانحراف عن العادي Anomaly  ,وتشوه Deformity , وكذلك مصطلحات عيب , كلها تستخدم لوصف عملية عدم الاتساق أو البعد , أو الاختلاف.

اذا ممكن تعريف إضطرابات النطق على إنها أخطاء كلامية تنتج عن أخطاء في حركة الفك والشفاء واللسان أوعدم تسلسلها بشكل مناسب تنتشر إضطرابات النطق بين الصغار والكبار وهي تحدث في الغالب لدى الصغار نتيجة أخطاء في إخراج أصوات حروف الكلام من مخارجها وعدم تشكيلها بصورة صحيحة وتختلف درجات إضطرابات النطق من مجرد اللثغة البسيطة List إلى الإضطراب الحاد حيث يخرج الكلام غير مفهوم نتيجة الحذف والإبدال والتشوية وقد تحدث بعض إضطرابات النطق لدى الأطفال نتيجة خلل فى أعضاء جهاز النطق مثل شق الحلق Cleft palate وقد تحدث لدى بعض الكبار نتيجة إصابة فى الجهاز العصبي المركزي CNS فربما يؤدي ذلك إلى إنتاج الكلام بصعوبة أو بعناء مع تداخل الأصوات وعدم وضوحها كما فى حالة عسر الكلام Dysarthria وربما فقد القدرة على الكلام تماماً كما فى حالة البكم Mutism كل ذلك يحتم على إختصاصي علاج إضطرابات النطق والكلام التركيز جيداً على طبيعة وأسلوب الإضطرابات أثناء عملية تقييم حالة الفرد وغالباً يشمل علاج إضطرابات النطق أساليب تعديل السلوك اللغوي وحدها أو بالإضافة إلى العلاج الطبي.

مفهوم اضطراب الكلامspeech disorders:  :

هو انحراف الكلام عن المدى المقبول في بيئة الفرد وينظر إلى الكلام على أنه مضطرب إذا اتصف بأي من الخصائص التالية :
– صعوبة سماعه .
–  غير واضح .
–  خصائص صوتية وبصرية غير مناسبة .
–  اضطرابات في إنتاج أصوات محددة .
–  إجهاد في إنتاج الأصوات.
–  عيوب في الإيقاع والنبر الكلامي .
–  عيوب لغوية .
–  كلام غير مناسب للعمر والجنس والنمو الجسمي .
– اضطراب في إنتاج الصوت والوحدة الكلامية) الفونيم أو الإيقاع.(.
ويعد مصطلح إعاقة Handicap مصطلحاً آخر شائعاً في هذا المجال بيد أنه يعبر عن الحالة التي تنتج عن الاضطراب أو التلف , وليس بالضرورة أن يشير إلى المشكلة نفسها .
فالإعاقة حالة تؤثر سلباً على حياة الفرد , وتصاحب بصعوبات في أداء مهام الحياة اليومية المتوقعة ممن في مثل سنه بصورة عادية . وبالتالي فمن المحتمل أن يتعرض الفرد للإضطرابات دون إصابته بالإعاقة . لذلك فقد عمل العديد من الأخصائيين من أجل تحديد الخطوط الفاصلة بين الكلام العادي والكلام المضطرب , والمحكات التي يجب استخدامها للحكم على الكلام بأنه مضطرب بصورة تحتم تصنيفه ضمن الإعاقات.

مفهوم اضطرابات النطق:

يعرف فيصل الزراد اضطرابات النطق بأنها “تلك العملية التي يتم من خلالها التركيز على أي خلل في عملية وطريقة النطق , وطرق لفظ الأصوات , وتشكيلها , أو إصدار الأصوات بشكل صحيح”

تعريف أخر :-   اضطراب النطق بأنه “مشكلة أو صعوبة في إصدار الصوت اللازم للكلام بطريقة صحيحة , وعيوب النطق تحدث في الأصوات الساكنة أو في الأصوات المتحركة , كما أنه يمكن أن يشمل بعض الأصوات أو جميع الأصوات , في أي موضع من الكلمة .

بينما تم تعريف اضطرابات النطق في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي DSMIV (1994) بأنه :

فشل في استخدام أصوات الكلام المتوقعة نمائياً والتي تكون مناسبة لعمر الفرد وذكائه ولهجته , ويتضح في إصدار صوتي ردئ أو تلفظ غير مناسب .. ويتألف الاضطراب النطقي من :

أخطاء في إصدار الصوت , أو إبدال صوت مكان آخر , أو حذف أصوات مثل الحروف الساكنة التي تقع في آخر الكلمة , و تشويه وتحريف لنطق الكلمة .. الخ , مما يعطى انطباعاً بأنه كلام طفلي.

وفي نفس سياق التعريفات السابقة فقد عرف عبد العـزيز الشخص  اضطراب النطق بأنه هو ذلك الاضطراب الذي يحدث نتيجة وجود أخطاء في إخراج أصوات حروف الكلام من مخارجها , وعدم تشكيلها بصورة صحيحة , وتختلف درجات اضطرابات النطق من مجرد اللثغة البسيطة إلى الاضطراب الحاد , حيث يخرج الكلام غير مفهوم نتيجة الحذف , والإبدال , والتشويه , والإضافة.

وهكذا يمكن تعريف اضطرابات النطق بأنها “خلل في نطق الطفل لبعض الأصوات اللغوية يظهر في واحد أو أكثر من الاضطرابات التالية : إبدال (نطق صوت بدلاً من صوت آخر) , أو حذف (نطق الكلمة ناقصة صوتاً أو أكثر) , أو تحريف وتشويه (نطق الصوت بصورة تشبه الصوت الأصلي غير أنه لا يماثله تماماً) , أو إضافة (وضع صوتاً زائدا إلى الكلمة(.

مؤشيرات ظهور اضطرابات النطق والكلام لدى الاطفال:

من الملاحظ ان في مراحل نمو اللغة لدى الاطفال انه يستغرق العام الأول لاستقبال الكلام ثم إصدار أصواتاً عشوائية غير متمايزة ما تلبث أن تقترب شيئاً فشيئاً من كلام الكبار ثم ينطق كلمته الأولى فى نهاية العام الأول ويتطور كلام الطفل تدريجياً مع تقدمه في العمر ليقترب من الكلام العادي ورغم ذلك يصعب على الطفل نطق جميع أصوات الكلام (الساكنة) بصورة صحيحة قبل نهاية العام الخامس من عمره وبالتالي نتوقع أن تنتشر إضطرابات النطق لدى الأطفال خلال الخمس سنوات الاولى من عمرهم بدرجة كبيرة كما نتوقع أن تخف حدة هذه الإضطرابات تدريجياً لتختفي مع تمكنهم من اللغة وإكتمال نضج أجهزة النطق بحيث يستطيعون التحكم في مخارج الحروف وطريقة تشكيلها وخصائصها المختلفة ومع ذلك فقد تهمل إضطرابات النطق لدى الأطفال في هذه السن بصورة تساعد على تدعيمها وإستمرارها معه رغم تقدمه في السن وهنا تصبح مشكلة تحتم التعامل معها في مرحلة مبكرة من حياة الأطفال هذا فضلاً عن ضرورة تقديم النماذج اللغوية الصحيحة للأطفال منذ الصغر كي يجدون النماذج الصحيحة التي يتعين عليهم محاكاتها من جهة ويتم إكتشاف أي إضطرابات حقيقية لديهم مبكراً فيتم تشخيصها وتحديد أسبابها ومن ثم التدخل المبكر لعلاجها من جهة أخرى .

خصائص إضطرابات النطق والكلام :

فقد ذهب بري وإسنون  Berry&Eisenson   (1956) إلى أن من أهم مظاهر اضطرابات النطق والكلام لدى الفرد أن كلامه لا يسمع بوضوح , ويصعب فهمه , وتوجد مشكلات في تشكيل أصواته , وتكثر الأخطاء في تركيب الأصوات لتكوين الكلمات ( إبدال , إدغام , حذف ) واختيار ألفاظ غير ملائمة للحديث , وعدم انتظام إيقاع الكلام وكثرة تغير نبرات الصوت , وبذل الجهد الكبير أثناء الكلام وبصورة عامة لا يتناسب كلام الفرد مع سنه وجنسه .
وفي هذا السياق يرى بيركنز (1977) Perkins  أن الكلام يعد مضطرباً عندما لا يتبع القواعد أو يكون غير مفهوم , أو غير مقنع على المستوى الشخصي أو الاجتماعي , أو يسيء إلى أجهزة الكلام.

وتظهر أهم الخصائص بالتالي:

  • تنتشر هذه الإضطرابات بين الأطفال الصغار فى مرحلة الطفولة المبكرة .
  • تختلف الإضطرابات الخاصة باصوات الحروف المختلفة من عمر زمني إلى آخر.
  • يشيع الإبدال بين الأطفال أكثر من أي إضطرابات أخرى .
  • إذا بلغ الطفل السابعة وإستمر يعاني من هذه الإضطرابات فهو يحتاج إلى علاج .
  • تتفاوت إضطرابات النطق في درجتها أو حدتها من طفل إلى آخر ومن مرحلة عمرية إلى أخرى ومن موقف إلى آخر .
  • كلما إستمرت إضطرابات النطق مع الطفل رغم تقدمه في السن كلما كانت أكثر رسوخاً وأصعب في العلاج .
  • يفضل علاج إضطرابات النطق في المرحلة المبكرة وذلك بتعليم الطفل كيفية نطق أصوات الحروف بطريقة سليمة وتدريبه على ذلك منذ الصغر .
  • تحدث إضطرابات الحذف على المستوي الطفلي أكثر من عيوب الإبدال أو التحريف.
  • عند إختيار الطفل ومعرفة إمكانية نطقه لأصوات الحروف بصورة سليمة فإن ذلك يدل على إمكانية علاجه بسهولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock