يمكن اجراء البحث
صعوبات الذاكرة

صعوبات التذكر

(اضطرابات الذاكرة)

 

مقدمة

تعتبر عملية التذكر أساسية للتعلم واكتساب الخبرات المتنوعة , ولا غنى للإنسان في حياته العملية عن التذكر لأنها العملية التي تمكنه من الاستفادة من الخبرات التي تعلمها في أمور حياته اليومية.

مفهوم التذكر:

التذكر هو قدرة الفرد على تنظيم الخبرات المتعلمة وتخزينها ثم استدعائها للاستفادة منها في

موقف حياتي أو موقف اختباري.

 تعريف الذاكرة

– بأنها نشاط عقلي معرفي يعكس القدرة على ترميز وتخزين وتجهيز أو معالجة المعلومات المتدخلة أو المشتقة واسترجاعها.

– هي قدرة الطالب على تنظيم الخبرات المتعلمة وتخزينها ثم استدعائها أو التعرف عليها للاستفادة منها في موقف حياتي أو موقف اختباري

المكونات البنائية للذاكرة:

  • الذاكرة الحسية .
  • الذاكرة قصيرة المدى.
  • الذاكرة العاملة.
  • الذاكرة طويلة المدى.

أولاً: الذاكرة الحسية:

(المسجل الحاسي) تدخل المعلومات البيئية عن طريق إحدى الحواس (السمع البصر – الشم – اللمس – التذوق ) ويؤدي المسجل الحاسي وظيفة في غاية الأهمية بالنسبة لعمليات التجهيز وهي الاحتفاظ بالمثير حيثما يتم التعرف عليه عندما تكون الذاكرة قصيرة المدي مشغولة بأنماط من التجهيز المعالجة الإضافيتين .

– لا تتعدي مدة الاحتفاظ بالمثير في المسجل الحاسي خمس ثوان بعدها يختفي وتحل محله مثيرات أخرى بسبب التدفق السريع و المستمر للمعلومات البيئية الخارجية و المعلومات المشتقة الداخلية التي تحتاجها عمليات التجهيز و المعالجة

ثانياً: الذاكرة قصيرة المدى.

تنتقل المعلومات من المسجل الحاسي الى الذاكرة قصيرة المدى المحدودة السعة ومن الممكن أن تفقد المعلومات أو تتحلل أو تختفي خلال فترة وجيزة على أن زمن تحلل المعلومات أو فقدها أطول من الذاكرة الحاسية و هي تختلف من فرد لآخر, والعامل المحوري الذي يقف خلف سعة الذاكرة قصيرة المدي هو قدرة الشخص على ترميز الوحدات المعرفية أو ترتيب الفقرات بحيث يمكن اختصارها وتسجيلها في عدد أصغر من الوحدات المعرفية .

تتأثر سعة الذاكرة قصيرة المدى الى جانب ذلك بعدد من العوامل:

و تشمل:
– كثافة المعلومات من حيث الكم والكيف.
–  تماثل فقرات المعلومات أو تشابه وحداتها .
– عدد الوحدات المعرفية أو الفقرات الخاضعة للتجهيز والمعالجة خلال التدفق المتتابع أو المتلاحق للأنشطة المعرفية.
–  الزمن المتاح أي زمن التجهيز والمعالجة والبؤرة الرئيسة لمشكلات ذوي صعوبات التعلم تتمثل في محدودية سعة الذاكرة قصيرة المدي والتي تشكل عقبة صلبة تقف خلف معظم اضطرابات العمليات المعرفة لديهم  ومن ثم فالأفراد الذين لديهم اضطرابات في قدرات الذاكرة أو عملياتها مثل ذوي صعوبات التعلم يكون من المتوقع بالنسبة لهم أن يجدوا صعوبات في عدد من الأنشطة الأكاديمية والمعرفية على اختلاف أنواعها , ومن هنا فإن معرفة وتشخيص وعلاج اضطرابات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم يمثل أهدافا تربوية هامة تسعى الى تحقيقها كافة الأنظمة التربوية .

ومن استراتيجيات تيسير الحفظ في الذاكرة قصيرة المدى
1- تنظيم المادة المراد الاحتفاظ بها واسترجاعها كالترتيب والتصنيف والاختصارات .
2- توسيط أو ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القائمة و الماثلة في الذاكرة وتشمل استراتيجيات التنظيم ما يلي:
– تجميع فقرات المعلومات في مجموعات بحيث يمكن أن يؤدي تذكر إحداها إلي استكمال تذكر المجموعات الأخرى في السلسلة أو التصنيف.
– تنظيم الفقرات في تصنيفات تحتويها.
– تقوية أو تنشيط الذاكرة من خلال زيادة الحساسية لتنظيم المادة المتعلمة
– الترميز كتخيل الكلمات أو العبارات أو المفاهيم .
– استخدام الترابطات السابق وجودها في الذاكرة و ادخال المعلومات الجديدة فيها.
– استخدام التلميحات عند الاسترجاع.
– إيجاد علاقات أو ارتباطات منطقية أو شكلية أو علاقات تضاد – تشابه – دمج المعلومات الجديدة و المعلومات السابقة.
– دمج أو احتواء بين المعلومات الجديدة و المعلومات السابقة.

ثالثاً: الذاكرة العاملة

الذاكرة العاملة هي مكون تجهيزي نشط ينقل أو يحول الى الذاكرة طويلة المدى وينقل أو يحول منها وتقاس فاعلية الذاكرة العاملة من خلال قدرتها على حمل كمية صغيرة من المعلومات حيثما يتم تجهيز ومعالجة معلومات أخرى إضافية لتتكامل مع الأولى مكونة ما تفتضيه متطلبات الموقف ,

بينما تركز الذاكرة قصيرة المدى على تخزين المعلومات ولذا فهي تمثل نظاما غير نشط أو نظاما تأثريا يقع على التأثير وعلى ذلك.

فالذاكرة قصيرة المدى هي مكون ذو سعة محدودة لتجميع وحمل المعلومات التي تتطلب الاستجابة اللحظية أو الآنية والتى تستوعب المعلومات الضرورية التى يستقبلها الفرد أثناء الحديث والقراءة ويمكن للذاكر قصيرة المدي الاحتفاظ بالمعلومات شرط التسميع والتكرار الأهمية الآتي تعكسها المثيرات .

أما الذاكرة العاملة فتهتم بتفسير و تكامل و ترابط لمعلومات الحالية مع المعلومات السابق تخزينها أو الاحتفاظ بها ويؤكد العديد من الباحثين علي أن الذاكرة العامل مهمة للأنشطة المعرفية ذات المستوي الأعلى مثل الفهم القرائي و الاستدلال الرياضي و التفكير الناقد و اشتقاق المعاني و غيرها.

رابعاً: الذاكرة طويلة المدى:

تمثل الذاكر طويلة لمدى مخزناً دائماً للمعلومات ذو سعة غير محدودة و تتأثر كمية المعلومات المنقولة الى الذاكرة طويلة المدى ونوع هذه المعلومات بعمليات الضبط أو التحكم  .

تتحدد الكيفية التي تختزن بها المعلومات في الذاكرة طويلة المدي بمدى استخدام أدوات الربط والترابطات وخطط تنظيم العمل والمعلومات التي تختزن في الذاكرة طويلة المدى هي بالدرجة الأولى معلومات ذات معنى .

متي يحدث النسيان ؟

يحدث النسيان نتيجة لتحلل الفقرات أو للتداخل بينهما مما يؤدي الى فقد المعلومات وبعض المعلومات تتحول صورتها عن طريق التنظيم وإعادة التنظيم والصياغة أو نتيجة عمليات الدمج أو المعالجة أو الحذف أو التعديل أو التوليف و يؤثر كم ومحتوي الذاكرة طويلة المدي والخصائص الكيفية لهذا المحتوي على كفاءة تجهيز و معالج المعلومات من حيث السرعة والدقة والفاعلية.

يشير التعريف السابق الى أن التذكر عملية تنطوي على ثلاث عمليات فرعية هي :

1-اكتساب الخبرات أو تعلمها بشكل منظم حتى تستقر في الذهن بصورة ذات معني وألاَ تكون عرضة للفقد أو النسيان.

2-تخزين الخبرات والاحتفاظ بها في مراكز التذكر في المخ لحين الحاجة الى استرجاعها للاستفادة منها.

3-استرجاع الخبرات المختزنة عن طريق الاستدعاء والتعرف للاستفادة منها في حقائق تربوية تتعلق بذاكرة ذوي صعوبات التعلم.

أسباب صعوبة التذكر:

تنشأ صعوبة التذكر نتيجة عدة عوامل لعل أبرزها الصعوبات التي تعتري العمليات العقلية أو النفسية السابقة لها مثل الانتباه وما يرتبط به من اهتمام بالخبرة المطلوب اكتسابها والإدراك بمعني الإلمام بدلالة الخبرة ومعناها ثم تكوين مفهوم راسخ عنها أي أن الصعوبة تتصل باستراتيجيات التعلم والاكتساب للخبرات المختلفة.

مخطط لمراحل معالجة المعلومات أو الخبرات المكتسبة من جانب الطالب وأثرها في سهولة التذكر أو صعوبته وفق الشكل التالي:

البؤرة الرئيسة لمشكلات ذوي صعوبات التعلم تتمثل

في محدودية سعة الذاكرة قصيرة المدي والتي تشكل عقبة صلبة تقف خلف معظم اضطرابات العمليات المعرفة لديهم، ومن ثم فالأفراد الذين لديهم اضطرابات في قدرات الذاكرة وعملياتها

مثل ذوي صعوبات التعلم يكون من المتوقع بالنسبة لهم أن يجدوا صعوبات في عدد من الأنشطة الأكاديمية والمعرفية على اختلاف أنواعها،

ومن هنا فإن معرفة وتشخيص وعلاج اضطرابات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم يمثل أهدافاً تربوية هامة تسعى الى تحقيقها كافة الأنظمة التربوية.

وهذه الاضطرابات تتناول الاستراتيجيات وعمليات تجهيز ومعالجة المعلومات .

هناك مجموعة من الافتراضات تقوم عليها استراتيجيات وبرامج التدخل العلاجي منها

1- قدرة ذوي صعوبات التعلم من الطلاب والكبار على تقويم أو تقدير المعلومات و من ثم تجهيزها و تهيئتها وفقاً لمتطلبات الموقف أو المهمة و هذه القدرة يعتريها الضعف والقصور وعدم الكفاءة.

2 – إن هذه الضعف والقصور الذي يعتبر قدرات ذوي صعوبات التعلم هو سبب ونتيجة في ذات الوقت هو سبب يرجع الى مكونات التجهيز ومحتواه الكمي والكيفي ممثلة في البنية المعرفية والذاكرة طويلة المدى ومعدل التمثيل المعرفي للمعلومات ونتيجة لضعف أو قصور الاستراتيجيات التي يستخدمها هؤلاء الطلاب في تجهيز ومعالجة المعلومات.
3- إزاء صعوبة التدخل العلاجي الذي يتناول المكونات يصبح التركيز للتدخل العلاجي الذي يتناول الاستراتيجيات والبرامج مطلبا تفرضه طبيعة اضطرابات عمليات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم و حيث أنه يمكن اكتساب الكثير من أنماط الاستراتيجيات الفعالة من خلال عمليات التدريس فإن عبئ تعليم و إكساب ذوي صعوبات التعلم مثل هذه الاستراتيجيات يقع بالدرجة الأولى على البرامج المدرسية من حيث التصميم والمحتوى من ناحية وعلى القائمين بالتدريس لهذه الفئة من ناحية أخرى.
4 – يجب عند تصميم برامج وأنشطة التدخل العلاجي لاضطرابات عمليات الذاكرة النظر الى علاقات التأثير والتأثر التي تعكسها مختلف مكونات عمليات الذاكرة وأن الكفاءة الكلية لنشاط وفعالية الذاكرة تتطلب أن يكون التدخل العلاجي لهذه الاضطرابات شاملة وآخذة في الاعتبار تكامل أنشطة مكونات عمليات الذاكرة
المحاور الرئيسة للتدخل العلاجي:
1-  التغيير الإيجابي للخصائص الكمية و الكيفية للبناء المعرفي لديهم .
2- التغيير الإيجابي لمحتوي الذاكرة طويلة المدى وتعميقه بإحداث ترابطات جديدة و تدعيم الترابطات القائمة بين شبكات ترابطات المعاني لمختلف المجالات الأكاديمية .
3- دعم ممارسة الاستراتيجيات الناجحة الفعالة من خلال تعزيز النتائج الإيجابية للممارسة حيث يفتقر ذوي صعوبات التعلم الى الشعور بالإنجاز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock