صعوبات التعلمصعوبات التعلم النمائية
مفهوم الإضطرابات النمائية
المحتويات
مقدمة :-
تتعلق الصعوبات النمائية بالوظائف الدماغية ، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطالب في أداء المهام الأكاديمية ، كالإنتباه والإدراك الحسي ، الذاكرة اللغوية ،التفكير..الخ .
فلكي يتعلم الطالب مثلاً كتابة اسمه لا بد له أن يطور كثيراً من العمليات ، أو المهارات الضرورية في الإدراك ، والتناسب الحركي, وتناسق حركات العين واليد ، والتتابع ، والذاكرة البصرية وغيرها .
وحتى يتعلم الطالب الكتابة ، فلا بد له من تطوير التمييز البصري والتمييز السمعي والذاكرة السمعية والذاكرة البصرية ووجود لغة مناسبة وغيرها من العمليات النمائية المناسبة.
ولحسن الحظ فإن هذه العمليات أو المهارات تتطور بدرجة كافية لدى معظم الطلاب لتمكنهم من تعلم الموضوعات الأكاديمية ، أما حين تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة وواضحة ويعجز الطالب عن تعويضها من خلال وظائف أخرى ،
فحينئذ تكون لديه صعوبة واضحة في تعلم الكتابة أو التهجي أو إجراء العمليات الحسابية ، أو العجز في تركيب وجمع الأصوات كأن لا يستطيع جمع أصوات منفصلة ومجزأة في كلمة واحدة ، كأن لا يستطيع مثلا جمع (ج ، ل، س) ليكون كلمة ( جلس ) . ويري بعض العلماء أن الصعوبات النمائية ترجع إلى اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي.
مفهوم الإضطرابات النمائية:
وهي الإنحراف في نمو عدد من الوظائف النفسية واللغوية التي تبدو عادية في أثناء نمو الطفل وهذه الصعوبات غالباً وليس دائماً ما ترتبط بالقصور في التحصيل الدراسي, ويتضمن هذا المجال صعوبات الإنتباه ، وصعوبات الإدراك ، و صعوبات الذاكرة كصعوبات أولية وصعوبات التفكير واللغة كصعوبات ثانوية تنشأ عن الصعوبات الأولية .
وإن هذه الإضطرابات النمائية توجد في ثلاثة مجالات أساسية وهي :
الأول: النمو اللغوي.
الثاني: النمو المعرفي.
الثالث: نمو المهارات البصرية الحركية.
بعض المظاهر لدي الاطفال
وقد يظهر الطلاب في سن ما قبل المدرسة ممن لديهم صعوبات تعلم تبايناً في النمو بين هذه المجالات الثلاثة ، فعلى سبيل المثال قد يتأخر الطالب في النمو اللغوي ولكن أداءه ينمو بشكل عادي في المجالات المعرفية والمهارات البصرية الحركية ، وكذالك قد نجد لدى أحد الطلاب تباعداً في أحد هذه المجالات الثلاثة. فالطالب الذي يعاني من تأخر في النمو اللغوي على سبيل المثال، قد يفهم كثيراً مما يقال له أو يستمع إليه ، ولكن قد تواجهه مشكلة في التعبير عما يريد بإستخدام اللغة الشفهية، وفي المجالات المعرفية قد يعاني الطالب مثلاً من صعوبة في تذكر ما يسمع ، ولكنه في نفس الوقت يتمتع بذاكرة بصرية ممتازة لما يشاهده . وعليه فإن أحد المؤشرات الأساسية للتدليل على وجود صعوبات نمائية والكشف عن التباين في أداء الطالب , سواء كان التباين فيما بين المجالات اللغوية والمعرفية والبصرية الحركية أو داخل كل مجالا على حدة .
ولأهمية النواحي النمائية في فهم صعوبات التعلم ، فقد وضعت نظريات عديدة لتفسير وفهم النواحي الإدراكية والحركية لدي الطلاب ذوي صعوبات التعلم وذلك ضمن نظريات التعلم ، فهناك على سبيل المثال نظرية الإدراك البصري ، ونظرية التكامل الإدراكي ، ونظرية الإدراك الاجتماعي والنظرية الحركية .