يمكن اجراء البحث
التخاطب

اضطرابات التواصل

مقدمة

يعد التواصل من أهم خصائص الإنسان ، فهو يشمل قدرتنا على التعبير عن أنفسنا وحاجاتنا، والاستجابة والتفاعل مع الآخرين من حولنا. واضطرابات التواصل هي حدوث أي اضطراب في قدرة الفرد على الفهم والتعبير عن أفكاره ، أو خبراته ، أو معرفته أو مشاعره. والمقصود هنا وجود أي ضعف ظاهر في التواصل بإحدى المهارات التالية (النطق والطلاقة واللغة  والصوت )، الذي يمكن أن يكون خلقياً أو مكتسباً.

أولاً : اضطرابات اللغة Language Disorders

يقصد بها تلك الإضطرابات المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها أو تأخيرها أو سوء تراكيبها من حيث معناها وقواعدها،  أو صعوبة قراءتها وكتابتها. وهي  تعتبر المخزون اللغوي من كلمات وجمل وقواعد وتراكيب صرفية .

مظاهر اضطرابات اللغة :

1- تأخر ظهور اللغة  LanguageDelay

2 – فقدان القدرة على فهم اللغة وإصدارها أو ما يطلق عليها أفيزيا Aphasia

3- صعوبة الكتابة  Dysgraphia

4- صعوبة التذكر والتعبير Dysnomia of Apraxia

5- صعوبة فهم الكلمات أو الجمل  Echolalia – Agnosia

6- عسر أو صعوبة القراءة ( الديسليكسيا) Dyslexia

7- صعوبة تركيب الجملة أو ما يطلق عليه عيوب اللغة Language Deficit

ثانياً : اضطرابات النطق Articulation Disorders

هو العمليات الخاصة بتحويل اللغة إلى رموز، وذلك عن طريق تشكيل الأصوات والمقاطع لكي تصل إلى أذن المستمع.

فهي تتمثل في ضعف القدرة الفسيولوجية على تشكيل الأصوات بشكل سليم ومن ثم إستخدام الكلام بشكل فعال .

و هي خلل في نطق الطفل لبعض الأصوات اللغوية يظهر في واحد أو أكثر من الإضطرابات التالية:
– ابدال (substitution) : أي استخدام صوت مكان أخر في انتاج الكلمات اما لعدم معرفة بالصوت أو لعدم معرفة التموضع الصحيح للصوت (سما = تما )
– الحذف (deletion) : أي عدم انتاج الصوت في مكانه في الكلمات أي نطق الكلمة ناقصة صوتاً أو أكثر (تفاحة – فاحة )
– التشويه (distortion) : أي انتاج الصوت مع تغيير خصائصه النطقية (شعر ) .

  • تحريف : أي نطق الصوت بصورة تشبه الصوت الأصلي غير أنه لا يماثله تماماً.
  • إضافة : أي زيادة صوت زائد إلى الكلمة .

فإذا كان الإضطراب في مهارات النطق وظيفياً ، فهذا يعني صعوبة تشكيل الأصوات وربطها ببعضها بعض بصورة عادية وواضحة تتناسب مع عمر الشخص الزمني وجنسه, أما إذا كان اضطراب النطق ناتجاً عن خلل في البرمجة الكلامية  (Apraxia)، فهو اضطراب في الكلام يعيق الشخص عن نطق ما يريده بشكل صحيح وثابت.

ولا تنشأ هذه الإضطراب عن ضعف في عضلات النطق ، ولكن بسبب حدوث خلل في برمجة الكلام . وتتراوح شدة هذه الإضطراب بين بسيطة وشديدة. التلعثم والتأتأة أما اضطرابات الطلاقة ، أو التلعثم ، ويطلق عليها أيضا التأتأة أو التهتهة أو عدم الطلاقة ، فتعرف على أنها أحد الاضطرابات التواصلية التي تتسم بإنقطاع لا إرادي وغير عادي يعيق استمرارية واسترسال الكلام بالشكل الطبيعي. وهذا الإنقطاع قد يكون على شكل أو أكثر من الأشكال التالية:

– التكرار: الصوت ، المقطع ، الكلمة ، الجملة .

 – الإطالة : إطالة الأصوات.

 – الوقفة : مسموعة أو صامتة.

ثالثاً : اضطرابات الصوت Voice Disorders

وهي النوع الثالث من أنواع اضطرابات التواصل الخمسة وتعني اضطرابات درجة الصوت من حيث شدته أو إرتفاعه ،  أوإنخفاضه ،  أو نوعيته.

ويعرف اضطرابات الصوت بغياب نوعية الصوت ، والنبرة ، وعلو الصوت ، والرنين، وطول مدة إصدار الصوت ، وإصدار ما سبق بشكل غير طبيعي، وذلك لأسباب وظيفية أو عضوية ( كظهور حبيبات على الحبال الصوتية ) تظهر في شكل بحة صوتية , صوت أجش ، أو وجود تغيير في نبرة الصوت , أو الشعور بعدم الإرتياح أثناء عملية الكلام.

رابعاً : اضطرابات الطلاقة الكلام Fluency Disorders

وهي النوع الرابع من أنواع اضطرابات التواصل وتظهر عندما يصدر الفرد عدداً كبيراً من الإعتراضات أوالتقطعات الكلامية. وغالباً ما تعرف هذه الاضطرابات باللجلجة أو التأتأة Stuttering وتتميز بواحدة أو أكثر من الخصائص التالية:

1- التكرار والإعادة.

2- إطالة الأصوات.

3- التردد أو التوقف عن الكلام.

4- الأصوات الإعتراضية الخاطئة.

خامساً: اضطرابات الكلام (speech disorder):

أما اضطرابات الكلام فهي تتمثل في ضعف القدرة الفسيولوجية على تشكيل الأصوات بشكل سليم ومن ثم استخدام الكلام بشكل فعال . الفئات الرئيسية وهي  :

1- عمى الكلام (apraxia) : يفقد المريض القدرة على تنظيم تسلسل أصوات الكلمات والجمل وبنتج الكلمة كل مرة بطريقة تختلف عن المرة السابقة مع عدم القدرة على الإعادة المباشرة

2- عسر الكلام (disartheria) : يعاني المريض من بطء شديد في تحريك أعضاء النطق لفقده السيطرة عليها بشكل جزئي .

العوامل التي تأثر على ظهور الإضطرابات التواصلية اللغوية لدى الأطفال :

العوامل المؤثرة على نطق الأصوات عند أطفالنا:

1- التنفس:

هي العملية التي توفر الهواء اللازم لإصدار الأصوات وتتأثر نتيجة للأسباب التالية  :

– زيادة الوزن.

– مشاكل الرئة والصدر.

– العيوب الخلقية في القلب.

وهذه الأسباب تؤثر على نطق الأصوات الإحتكاكية التي تحتاج الى كمية معينة من الهواء لإصدارها.

2– أعضاء النطق:

ضعف وإرتخاء أعضاء النطق.

الشفاة : ضعف عضلة الشفاة والتنفس من الفم بإستمرار لوجود اللحمية وإنسداد الأنف

يؤدي إلى خلل في نطق الأصوات الشفوية ( ب , م , و ) .

اللهاة : ضعف عضلة اللهاة يؤدي إلى حدوث خنف مفتوح و زيادة الرنين الأنفي للأصوات الفمية وهي كل الأصوات ماعدا ( ن , م )

اللسان : ضعف عضلة اللسان يؤثر على نطق (19) صوت والتي يتم إصدارها من أجزاؤه المختلفة

سقف الحلق : صغر حجم  وضيق سقف الحلق وكبر حجم اللسان يؤدي إلى إخراج السان من الفم.

الأسنان : تشوه وتسوس الأسنان نتيجة نقص الكالسيوم وعادة طحن الأسنان يؤثر على مخارج الأصوات الصفيرية.

الفكين : ضعف عضلة الفكين وبروز الفك السفلي للأمام يؤثر أيضاً على أصوات الصفير.

3-السمع:

– ضعف السمع التوصيلي : ويحدث نتيجة عيوب في عملية توصيل الصوت وذلك نتيجة الإصابة في الأذن الخارجية (  تكون طبقة من الشمع في القناة السمعية ) أو الإصابة في الأذن  الوسطى ( حدوث التهاب )

– ضعف الإدراك السمعي للأصوات.

– ضعف التميز السمعي : هو عدم القدرة على إدراك الفرق بين أصوات الحروف المختلفة ومن ثم يبدل نطقها مكان بعضها البعض وخاصة الأصوات المتشابهة منها مثل( س ، ص)، (ث ، ف ) ، ( ط ، ت ) ، ( ك ، ق ) ، ( ذ ، ز، ظ )  .

 الأسباب العامة لاضطرابات التواصل فتشمل التالي:

أولا ً :الأسباب العضوية :

ويتمثل إضطراب التواصل في وجود إضطراب في المناطق المسئولة عن النطق والتفكير والسمع والإستيعاب وتكوين اللغة في المخ , يودي إلى اضطراب بهذه الوظائف وهذه الأمور قد تحدث قبل أو أثناء الحمل والولادة , وقد ترتبط بوجود تاريخ عائلي لبعض هذه الإضطرابات أو بإختلاف زمرة دم الأبوين , أو بتناول الأدويه أثناء الحمل ,

أو بتعرض للأشعة , أو بالإصابة ببعض الأمراض , أو أي مشاكل تحدث للطفل أثناء الطفولة المبكرة مثل ( إرتفاع درجة الحرارة أو الإلتهابات أو الحوادث أو الإصابات أو الأمراض التي تحدث في أي عمر مثل الحوادث والأمراض والأورام والتقدم في السن).

وترتبط الأسباب العضوية لإضطرابات التواصل بالتالي:

1- جهاز النطق والكلام:
الذي يمثله الجهاز السمعي والحنجرة واللسان والشفاة وسقف الحلق والأسنان فأي خلل في هذه الأجزاء قد يؤدي إلى اضطرابات كلامية.

2- الدماغ:
وعندما يتأثر الدماغ بأي خلل قد يؤدي إلى اضطرابات النطق والكلام.

ثانيا: الأسباب الاجتماعية (البيئية):

تعود هذه الأسباب إلى التنشئة الأسرية والمدرسية وأساليب العقاب الجسدي الذي يؤدي بدوره إلى الإضطرابات التواصل (اللغوية).
ويلعب تقليد الأطفال للآباء الذين يعانون من الإضطرابات في الكلام واللغة دوراً هاما ً في الإضطرابات الكلامية واللغوية.

ثالثا ً: الأسباب التعليمية:

أن مهارات اللغة والكلام مهارات متعلمة , لذلك قد يحدث اضطراب في طبيعة التفاعل بين المتحدث والمستمع مما يؤثر في النمو اللغوي لذلك يجب توفير بيئة تعليمية مناسبة للطفل.

رابعاً : الأسباب الوظيفية:

تظهر الإضطرابات بسبب إستخدام أجهزة الكلام بطريقة خاطئة , ويعتبر الجهاز البلعومي من أكثر الأجهزة التي تستخدم بشكل سيئ والذي يؤدي إلى تلف عضوي في تلك الأجهزة.  والإستخدام الخاطئ للأحبال الصوتية والأجهزة الداعمة للكلام.

خامساً : الأسباب النفسية :


هناك تأثير في الإضطرابات النفسية والعقلية على القدرة في التواصل اللغوي مع الآخرين كما قد توصل إلى أن تكون أسباب عضوية وحرمان الطفل من عطف الوالدين أو إهمال الطفل قد يؤثر نفسياً على الطفل وإنعدام الأمن النفسي يؤثر على نموه اللغوي وهناك أدله تشير إلى وجود أثر للقلق والتوتر على عملية التواصل .

ويعتمد النمو العادي للغة عند الأطفال أيضاً على التوافق السيكولوجي الإنفعالي السوي . وبعض الأطفال الذين يعانون من إعاقات إنفعالية يظهرون إضطرابات في اللغة خاصة في المواقف التي تتضمن نوعاً من التواصل الشخصي المتبادل .بالإضافة إلى الإكتئاب النفسي قد يكون سبباً في فقدان المريض لموضوع الحب أو فقدانه لشخص عزيز لديه أو فقدانه لتجارة ما، ففي هذه الحالة يصاب بحبسة كلامية من حيث اللغة التعبيرية والإستيعابية , والنزعة العدوانية نحو الأبوين مما يؤدي إلى مشاعر الخوف من العقاب أو تأنيب الضمير.

سادساً: الأسباب النفسية والتعليمة:

وتتمثل في التعلم الخاطئ وفي توقع الفشل وأنماط التواصل الغير سليمة والإضطرابات النفسية الداخلية.

سابعاً: الأسباب البيولوجية:

عصبية أو جينية أو كروموسومية

وفيما يلي قائمة بأهم المؤشرات على الإضطرابات الكلامية واللغوية    :

1- عدم وضوح الكلام أو اللغة .
2- تكلم الطفل بطريقة مختلفة تماماً عن الأطفال الآخرين .
3- إظهار الطفل لأنماط جسمية غير عادية عندما يتكلم كأن يحرك بطرق ملفته للنظر فمه أو لسانه أو يديه أو رأسه
4- ظهور بعض الملامح على أن الطفل يشعر بالحرج وعدم الإرتياح عندما يتكلم.
5- عدم ملاءمة نوعية الصوت مثل التكلم من الأنف أو بحة الصوت وغير ذلك.

الخصائص السلوكية لذوي الإضطربات التواصلية:


1- الخصائص العقلية:
ويقصد بالخصائص العقلية أداء المفحوص على اختبارات الذكاء المعروفة مثل مقياس ستانفورد بينية أو وكلسر حيث تشير الكاتبة الى تدني أداء ذوي الإضطرابات اللغوية على مقاييس القدرة العقلية مقارنة مع العاديين المتناظرين في العمر الزمني وفي الوقت الذي يصعب فيه تعميم مثل ذلك الإستنتاج إلا أن إرتباط الإضطرابات اللغوية بمظاهر الإعاقة العقلية أو السمعية والإنفعالية أو صعوبات التعلم أو الشلل الدماغي يجعل ذلك الإستنتاج صحيحا إلى حد ما,

وعلى ذلك فليس من التحصيل الأكاديمي, مقارنة مع العاديين , خاصة إذا أضفنا أثر العوامل النفسية والاجتماعية في تدني التحصيل الأكاديمي لديهم.

2- الخصائص الإنفعالية والاجتماعية:

ويقصد بالخصائص الإنفعالية والاجتماعية تلك الخصائص المرتبطة بموقف ذوي الإضطرابات اللغوية من أنفسهم ومن موقف الآخرين منهم ويسبب إرتباط بعض مظاهر الإضطرابات اللغوية بمظاهر الإعاقة العقلية أو السمعية والإنفعالية أو صعوبات التعلم أو الشلل الدماغي فليس من المستغرب أن نلاحظ تماثل خصائص ذوي الإضطرابات اللغوية مع خصائص الأطفال الذين يمثلون تلك الإعاقة من النواحي الإنفعالية والاجتماعية

وإذا ذكرنا الأسباب النفسية المؤدية إلى الإضطرابات اللغوية مثل الشعور بالرفض من الآخرين أو الإنطواء والإنسحاب من المواقف الاجتماعية أو الإحباط والشعور بالفشل أو الشعور بالنقص أو بالذنب أو العدوانية نحو الذات أو نحو الآخرين أو العمل على حماية أنفسهم بطرية مبالغ فيها أو مايعتبر عنه بأسم الحماية الزائدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock